حقيقة الدعاء الذي تلاه العلامة فتح الله كولن بخصوص قضية الفساد

حقيقة الدعاء الذي تلاه العلامة فتح الله كولن بخصوص قضية الفساد

سارع العديد من وسائل الإعلام وأصحاب الأقلام، وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين إلى إلقاء التهم جزافًا بقصد أو بدون قصد ضد العلامة "محمد فتح الله كولن"، متهمين إياه بالدعاء على رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" وأعضاء حكومته، على حد زعمهم.

وللتنويه فقط؛ فإن معظم من وجه التهم للأستاذ فتح الله كولن واتهمه بالدعاء على أردوغان قد فهم كلامه خطأً، أو عمد إلى تقليب ما قاله رأساً على قعب، أو إلى الاقتباس من كلامه ما يحلو له ويوافق هواه، وهجر ما يعارض رؤاه وأفكاره.. وهذا بحد عينه ظلم وجور.

ولتبيان حقيقة الدعاء الذي تلاه العلامة كولن، وهوّل له البعض على أنه دعاء على أردوغان، نورد ترجمته كاملة حتى تنشرح قلوب ممن نالهم سوء الفهم وتتضح أمامهم سبل الهدى، لأن الشيخ لم يدعُ على أردوغان إطلاقًا، ولم يتعرض له في الكلام، بل إن كل مغزى كلام الشيخ كان ضد من يمارس الفساد والرشوة أيًّا كان، وكأنه فصّل قميصاً وألبسه من يرتكب تلك الأفعال الذميمة دون ذكر أي اسم أو مؤسسة.

يقول الشيخ في جلسته التي خصّها للحديث عن الحملة الكبيرة ضد الفساد والرشوة التي هزت الرأي العام في تركيا، واتُّهمت إثرها حركة الخدمة بأنها المحرك الأساسي لهذه القضية، وهي من تقف وراء نشرها، وهذا هو نصّ ما قاله الأستاذ كولن بهذا الشأن: "سأقول كلامًا لم أقله من قبل أبداً، فأنا لا أعرف الأشخاص الذين يتعقبون مرتكبي الأفعال السيئة، (يقصد بهم النواب العامين الذين يجرون قضية الفساد)، ولا أعرف واحدًا بالألف منهم، غير أن البعض ينسب القائمين على هذه الحملة إلينا (حركة الخدمة) ويرانا متعاونين فيها.. لذلك أنا أقول ولا أستثني نفسي؛ (إذا كان من قام بهذه الحملة قد ارتكب أمرا مخالفًا لروح الدين الإسلامي، ومخالفا لمبادئ القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ومخالفًا للقوانين الحديثة، ومنافيًا للديمقراطية فأسال الله عز وجل أن يخسف بنا وبهم الأرض، وأن يملأ بيوتنا وبيوتهم نارًا، وأن يهدم على الجميع جدرانهم. ولكن إذا كان الأمر خلاف ذلك، بمعنى أن يرى البعضُ اللصوصَ ويتركونهم، ويهاجمون في نفس الوقت من يرشد عليهم ويكشف الغطاء عنهم، ويغمضون أعينهم عن الجريمة ويتهمون الأناس الأبرياء بارتكابها من أجل تشويه سمعتهم، فأسال المولى عز وجل أن يحرق عليهم بيوتهم، وأن يزلزلهم ويشتت شملهم ويمزق وحدتهم وأن لا يبلغهم الأمل."

وبهذا؛ يظهر جليًّا أن كلام الشيخ، ودعاءه بشكل خاص، لا يتناول لا أردوغان ولا غيره، بل إن كل دعاء الشيخ موجه لمن يمارس الفساد ويأكل حق العباد أو من يسعى التغطية والتستّر على ذلك، مما يعني أنه ينتقد الصفات الذميمة بدون ذكر أسماء الأشخاص الذين يتصفون بها.

واختتم شريف كلمته بقوله "باكستان تحب تركيا، لو سمحتم لا تنسوا هذه الحقيقة أبداً."

المصدر: وكالة جهان للأنباء، 24 ديسمبر 2013.