الحكمة والفضيلة
الفضيلة تجلس على بساط بسيط بين الناس. أما الغرور فلا يكفيه أفخم الكراسي. فإن شبهنا الغرور ببئر معكوسة لها منظر القبة، نستطيع تشبيه الفضيلة بسماء هبطت نحو الأفق.
الجهل يؤدي إلى الغرور. والحكمة تؤدي إلى الفضيلة. الغرور لقيط غير شرعي للجهل، أما الفضيلة فابن شرعي للحكمة. الغرور نصير للاستبداد أما الفضيلة فنصيرة للحرية وللمساواة.
يتجول الغرور في وحدة قاتلة باحثاً عن الأنداد والأمثال... أما الفضيلة فهي بين الشعب وملؤها السعادة لأنها وجدت أمثالها وأندادها.
يقولون: "إن المعروف لا يكون بالقوة والإكراه". هذا صحيح فالعظمة أيضا لا تكون بالقوة والإكراه. فمثل هذه الأمور يعينها الضمير العام.
هناك أناس يعدون المعجبين بأنفسهم من "المتفائلين" وغير المعجبين بأنفسهم من "المتشائمين". لذا يقدرون الصنف الأول ويفتحون لهم صدورهم، ويكرهون الصنف الثاني ويحاولون مطاردتهم في كل مكان. أما الشيء الصحيح فهو مطاردة أمثال هؤلاء المغرورين من المعجبين بأنفسهم.
المتفائل يرى كل شيء حسناً، أما المتشائم فيرى كل شيء سيئاً. وكلتا النظرتين خاطئة. فالباحث عن الحقيقة يرى الحسن حسناً والسيء سيئاً.
- تم الإنشاء في