الضمير من زاوية الحكمة

الوجدان هو عنوان وعي الإنسان لنفسه ولكيانه. وهو آلية روحية تحدس وتدرك وتنشر أشرعتها على الدوام نحو اللانهاية.

الإرادة والشعور والذهن والقلب هي أدوات الإحساس للروح ووسائطه، وهي في الوقت نفسه أهم أسس الضمير والتي تقوم بإيصال الإنسان إلى الكمالات الإنسانية ثم إلى السعادة الأبدية وسعادة النظر إلى الله تعالى ومشاهدته في الدار الآخرة.

الضمير مرآة مجلوة صافية ترينا الحقَ تعالى كما لا يوجد مثيل له في الترجمة عن الذات الإلهية، ولكن بشرط أن يجد الآذان التي تسمع صوته.

لكون الضمير إحساس الروح ورؤيته، كان على الدوام متجاوزاً للمكان منفتحاً على العالم الآخر. لذا عدت موازين الضمير متينة وصافية وبريئة براءة الملائكة.

عدد المفتين غير قليل، وكلهم يراجعون المصادر نفسها ثم يقومون بالإفتاء، والضمير مفتٍ حاد البصر إلى درجة انه عندما يقوم بالإفتاء يكون دائماً بجانب الحقيقة ولا يخدع في فتواه أحداً.

الضمير العام هو إدراك وحس وحدس السواد الأعظم، لذا كان خطؤه نادراً، ولاسيما أن كان الإلهام نفسه من منابع معلوماته ومكتسباته.

عندما يكون الضمير العام بمثابة حاكم فهو لا يخطئ ولا ينخدع، ولا يَسَعُ الجميع سوى الانقياد لأحكامه وقبولها والرضى به حكماً. وهذا يعني أنه يكون المرجع الأخير في بعض المسائل.

الوظيفة هي العمل الذي يأمر به الله تعالى، ويمثلها في الحياة أصحاب الضمائر السليمة كالأنبياء، فلا يبقى هناك مناص من قبولها، فاذا كان الحق هو الحاكم المطلق، فالضمير أصدق مرآة له. قد تبدو صورها مضببة وغير واضحة أحياناً، إلاّ أن صورها في معظم الأحيان تكون واضحة.

النظام الذي يبدو في سلوك أي إنسان وفي تصرفاته ينبع من روحه وفكره المتسمين بالنظام. أما ما يبدو من لدنية في حركاته فلكون ضميره منفتحاً على العالم الآخر.