ﻫ . وضع الحديث

أجل، لقد دونت السنة في ظل مثل هذه الدقة والحساسية، ومع ذلك فلا نستطيع أن نقول إنه لم يتم وضع أحاديث كاذبة. وضعت أحاديث كاذبة ولكنها ارتطمت بالحراسة المشددة التي وضعها الصحابة والتابعون، ولم تستطع أن تفلت منها، ومن أفلت منها ظهرت للعيان بمرور الزمن ولم تستطع أن تدخل إلى كتب صحاح السنة، وعلاوة على هذا فقد اتبعت الطرق التالية أيضاً في هذا الموضوع:

1) فرز الأحاديث الموضوعة

أ-  الاعتراف

ففي كثير من الأحيان كان صاحب الأحاديث الموضوعة يعترف في أواخر حياته وقبل وفاته بالأحاديث التي وضعها واختلقها، أو بعد توبته من مذهبه الباطل ورجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعة.

ب-  الكذب تحت المراقبة

كان وضاع الأحاديث تحت مراقبة جيدة، وذلك بالأساليب التي شرحناها سابقاً، فمن كذب مرة واحدة في حياته لم يؤخذ حديثه. ولم يكن يؤخذ الحديث من صاحب الوهم والنسيان وإن كان صادقاً ثقة، فلنأخذ مثالاً يوضح ما نقول:

كان هناك شخص زاهد وصاحب تقوى اسمه ابن أبي لهيعة تردد اسمه كثيراً في سنن أبي داود، وكان يروي الحديث ولكن ليس من ذاكرته وحفظه بل من كتبه، وعندما ضاعت منه هذه الكتب فقد منـزلته في رواية الحديث فجأة، وبدأ العلماء يتحفظون من أخذ الحديث عنه، فالإمام البخاري مثلاً بدأ لا يأخذ منه سوى الأحاديث المؤيدة بالأحاديث الأخرى وسوى الفتاوي.

ج-  دلالة الأسلوب

كما نعلم فهناك موضوع الأسلوب في الأدب، فمثلاً من قرأ "موليير (Molière)" ثلاثين مرة، أو قرأ "شِكِسبير (Shakespeare)" أو "تولستوي (Tolstoï)" أو "دانته (Dante)" أو "نجيب فاضل" أو "نور الدين طُوبْجُو" أو "سَزائِي قَرَه قُوجْ" مرات عديدة يستطيع أن يستدل على كتاباتهم من أسلوبهم من ضمن أكوام من الكتب. فهذا موضوع تعوّد على أسلوب معين ومعرفة به، ولا يحتاج هذا إلى قراءة لثلاثين مرة في أكثر الأحيان، بينما كان أئمة الحديث -الذين ذكرنا أسماء بعضهم- قد نذروا حياتهم للحديث وكانوا في الوقت نفسه من كبار علماء اللغة ومن أبطال الذاكرة القوية فعرفوا أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة جيدة لأنهم كانوا يعيشون معه صباح مساء، لذا كان بإمكانهم معرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفرزها عن غيرها بكل سهولة، فما أن يقرأوا النص مرة أو مرتين حتى يستطيعوا القول بأنه حديث أو أنه ليس بحديث.

د-  القرآن والأحاديث المتواترة هي المحك والمقياس

قسمت الأحاديث حسب كثير من علماء الحديث إلى حديث متواتر وحديث آحاد. فإذا كان الحديث مروياًّ عن جماعة لا يمكن إتفاقهم على الكذب عُدّ "حديثاً متواتراً." والحديث المتواتر يعد ركناً من أركان العلم الثلاثة عند أهل السنة، أما الأحاديث خارج المتواترة فتعد "أحاديث آحاد" أي هي الأحاديث التي نُقلت من راوٍ واحدٍ. ومع أن بعض الأحاديث التي كانت أحاديث أحاد في زمن الصحابة إلا أنها اشتهرت في عهد تابعي التابعين فأطلق عليها اسم "الأحاديث المشهورة" إلا أن التصنيف الأساسي هو التصنيف إلى حديث "متواتر" وحديث آحاد. وأحاديث الآحاد هذه تُعرض على القرآن والسنة، فإن تماشت معهما قبلت وإلا عدت من الأحاديث التي فيها نظر وأصبحت موضع نقاش وحساب.

ﻫ-  لقاء وراء الزمان والمكان

مع أن ما سنقوله لم يدرج ضمن أصول الحديث إلا أن هناك أناساً ربانيين تجاوزوا الزمان والمكان وأخذوا بعض الأحاديث من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة. فمثلاً يقول محيي الدين بن عربي إنه أخذ هذا الحديث الذي لا نستطيع عده حديثاً صحيحاً والذي لا يوجد في أي كتاب من كتب الحديث الصحاح من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة: «كنتُ كنـزاً لا أُعرَف، فأحببت أن أُعْرَفَ فخلقتُ خلقاً فَعرّفْتُهُمْ بي فَعَرَفوني.»[1]

ونقل عن الإمام الكبير جلال الدين السيوطي أنه التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظـة مراراً. أما الإمام البخاري فكان عند قيامه بتدوين أي حديث من الأحاديث التي توصل إليها بجهوده وتدقيقه يتوضأ ويصلي ركعتين ويتوجه بقلبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم متضرعاً وقائلاً: "هل هذا الحديث منكم يا رسول الله؟" ويتصرف حسبما يتلقاه من إشارات قلبية.[2]

هناك جانب للروح يتجاوز الزمان والمكان.. وما نعرفه عن الزمان والمكان ليس شيئاً قطعياً، كما أن الأمور المعروفة في هذا الموضوع ليس شيئاً كثيراً. فـ"أينشتاين (Einstein)" يقول بوجود بُعد رابع غير أبعاد المكان الثلاثة -مع أن هذا لم تتم البرهنة عليه بمعطيات القوانين الفيزيائية حتى الآن- هذا مع العلم أن كثيراً من أولياء الله وقفوا على هذا الأمر، وكانت أحوالهم التي تتجاوز الزمان والمكان إشارة إلى التجليات الجوانية لنظام الوجود.

و-  تأليف كتب عن الرواة

كتبت كتب مفصلة حول رواة الأحاديث سواء أكانوا من الصحابة أم من التابعين أم من تابعي التابعين، أين ولدوا؟ إلى أين هاجروا؟ أين أقاموا؟ أين عاشوا؟ أين توفوا؟ أين نشروا علومهم ومع من التقوا؟ وممن أخذوا علومهم؟ تناولت هذه الكتب كل هذه الأمور والتفاصيل.

كان علي بن المديني أول من كتب في هذا الموضوع، إذ سجل في كتابه "كتاب معرفة الصحابة" عن الصحابة الذين هاجروا من مكة أو من المدينة فسجل فيه من ذهب منهم إلى الطائف أو إلى الشام، ومن ذهب إلى الكوفة أو إلى البصرة أو إلى بلاد ما وراء النهر وأين بقوا ومع من التقوا ومن درسوا عليه. ونستطيع أن نعد الكتب التالية من الكتب المشهورة في هذا المجال:

  • كتاب "الاستيعاب" لابن عبد البر،
  • كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر،
  • كتاب "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير،
  • كتاب "الطبقات" لابن سعد،
  • كتاب "التاريخ" لابن عساكر،
  • كتاب "التاريخ" للبخاري،
  • كتاب "التاريخ الكبير" ليحيى بن معين.

فمن هذه الكتب كتب تناولت تاريخ ثلاثة آلاف من الصحابة، ومنها من تناولت حياة خمسة آلاف أو عشرة آلاف من الصحابة. فعندما نطلع على كتاب "الكاشف" للذهبي نراه يعطي معلومات عن كل شخص يذكره: أسماء الأشخاص الذين أخذ عنهم الأحاديث وأسماء الأشخاص الذين رووا عنه. وهكذا نستطيع تقييم الأحاديث من ناحية السند بعد إحاطتنا علماً بسلسلة الأحاديث ومن روى الحديث وممن روى هذا الحديث.

ز-  تدقيق كتب الحديث وتمحيصها

ومع كل هذا التدقيق والتمحيص والحيطة والحذر تسللت بعض الأحاديث الموضوعة إلى كتب الحديث الصحاح، لذا تم القيام بنخل الأحاديث مرة أخرى وتمييز اللآلئ الحقيقية عن اللآلئ المصنوعة وألفت كتب عديدة في هذا المجال. فقام المقدسي ولأول مرة بجمع الأحاديث الموضوعة في كتابه "التذكرة الكبرى" وتبعه الآخرون، وكان مقياس المقدسي وغيره مِمَّنْ ألفوا في هذا الموضوع شديداً بل حتى قاسياً جداً إلى درجة أن "ابن الجوزي" حكم على بعض الأحاديث الواردة في مسند الإمام أحمد الذي يحتوي على أكثر من أربعين ألف حديث بالوضع أو بالضعف أو بالترك مع أن الإمام أحمد بن حنبل إمام مذهبه، وبدأ بتقييم الأحاديث الواردة في المسند، وجاء بعده الحافظ ابن حجر العسقلاني فتناول الأحاديث التي حكم عليها ابن الجوزي بالوضع أو الضعف أو الترك، ومحصها من جديد ودققها في كتابه "القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد"، ونتيجة لهذا التدقيق والفرز استطاع أن يبرهن على صحة أحاديث "المسند" عن طرق أخرى مختلفة عدا ثلاثة عشر حديثاً ذكر أنه لا يستند إلى أساس متين.

وأريد هنا أن أجذب انتباه القراء إلى أن الكثير من المحدثين يتهمون "ابن الجوزي" بالتساهل وعدم الدقة لأنه أسند الضعف أو الوضع إلى كثير من الأحاديث الصحيحة. لذا، قام ابن حجر الملقب بخاتم الحفاظ والإمام جلال الدين السيوطي بتدقيق الأحاديث التي عدها "ابن الجوزي" موضوعة من جديد فقال السيوطي: "لم أر ضمن هذه الأحاديث أي حديث موضوع، بل فيها أحاديث ضعيفة فقط"،[3] وقام السيوطي بتدقيق كتاب "الموضوعات الكبرى" لابن الجوزي والأحاديث التي قال إنها موضوعة، وذلك في كتابه المشهور: "اللآلئ المصنوعة" حيث بيّن فيه أي حديث من تلك الأحاديث موضوعة وأيّاً منها متروكة وأيّاً منها صحيحة.

وعدا هذا فقد كتب بعض المستدركات، إذ تم فيها جمع الأحاديث التي تعد صحيحة حسب المقاييس والشروط التي وضعها البخاري ومسلم ولكنهما لم يدرجاها في صحيحهما، بل جمعت ضمن كتب أخرى، وأشهرها "المستدرك" للحاكم النيسابوري. وبعده جاء مستدرك الإمام الذهبي الذي قال ابن حجر في حقه أنه صرف حياته في الإعجاب به وأنه كان يكتب أدعية في تقوية الذاكرة ثم يبلعها لكي يهب الله له ذاكرة كذاكرة الذهبي. وقام الذهبي في مستدركه هذا بتدقيق ما جاء في مستدرك الحاكم بكل عناية وحرص وحلله وأوضح كل شيء من جديد.

ثم كتبت بعض الكتب حول الأقوال التي اشتهرت لدى العامة بأنها أحاديث، فكتب السخاوي كتابه المعروف بـ"المقاصد الحسنة"، وكتب العجلوني كتابه "كشف الخفاء" حيث تناولا هذه الأقوال وبيّنا أيّاً منها حديثاً نبويّاً وأيا منها ليس بحديث، فبجانب الأحاديث العديدة التي تحض على العلم إلا أن بعض ما اشتهر لدى العامة من أقوال أمثال: «العلم من المهد إلى اللحد» و«اطلبوا العلم ولو بالصين»،[4] و«خير الناس من ينفع الناس»[5] ليست بأحاديث مثلما أوضحا ذلك.

إذن، فبعد كل هذه الجهود في التدقيق والتمحيص وبعد بذل كل هذه العناية في جمع الحديث وتحليله وفرزه وتدقيقه أيمكن النظر بعين الشك إلى الأحاديث الموجودة في كتب الصحاح، وهل من الإنصاف محاولة التشكيك في النبع وفي المصدر الثاني للدين الإسلامي؟ وكيف يمكن تفسير هذه المحاولات؟

2) أمثلة من الأحاديث الموضوعة

شرحنا فيما سبق الجهود الكبيرة التي بذلها علماء الحديث العظام في جمع الأحاديث وفرزها فأصبحنا نعرف بفضل هذه الجهود الكبيرة الأحاديث الصحيحة والأحاديث الموضوعة بوضوح تام، لأن السنة التي هي تفسير للقرآن الكريم مشمولة بالوعد الإلهي بالحفظ ﴿إِنَّا نَحْنُ نـزلنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9). ولكن هذه السنة تعرضت لهجوم المستشرقين ولهجوم بعض السائرين في ركابهم، لذا فسنقوم باستعراض أمثلة من الأحاديث الموضوعة، ثم باستعراض بعض الأحاديث الصحيحة التي تعرضت لها ألسنة البعض.

هناك رواية وردت على أنها حديث وهي: «أبو حنيفة سراج أمتي.»[6] صحيح أن أبا حنيفة أصبح سراجاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقليل من خدم الإسلام خدمته بعد الصحابة، غير أن هذا الكلام لم يصدر من فم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، بل هو قول أملاه التعصب المذهبي.

ومثال آخر: «اتخِذوا الديكَ الأبيض»،[7] الديك الأبيض محبوب من قبل الناس، ولكن نقاد الحديث بينوا أنه حديث موضوع من قبل بعض الرواة الكذابين، وأنه ليس بحديث، وقد يكون واضع هذا الحديث أحد تجار الديوك.

هناك قول شائع بين الناس وهو: «اتق شر من أحسنت إليه»،[8] وهذا القول علاوة على أنه ليس بحديث فإنه يخالف المنطق، ولو عكسنا هذا القول أي لو قلنا: "أَحسِنْ إلى من اتقيتَ شره" لكان هذا أقرب إلى المنطق، ذلك لأن الإحسان يلين قلب الإنسان.

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم      فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

وهناك قول أو حكمة مأثورة تقول: "الإنسان عبد الإحسان" أما القول الأول فهو كذب صريح لا يمكن إسناده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

قلت قبل قليل بأن الكلام المذكور والمنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتفق مع العقل ومع المنطق. أجل، فالإسلام دين العقل والمنطق، إلا أن كونه عقلياً ومنطقياً شيء واستناده إلى العقل والمنطق شـيء آخر. فالإسـلام حقيقة فوق مسـتوى الإنسـان.. حقيقة وضعها الله تعالى وبلغها الرسول صلى الله عليه وسلم، ووظيفة الإنسـان هي الوصول إلى هذه الحقيقة، وإلا فإن العقول المنفردة لا تسـتطيع الوصـول إلى أفق هذه الحقيقة وحدها أبداً.

هذه هي الحقيقة.. ومع ذلك نرى جهود بعض المحافل العلمية لجر الموضوع إلى مجرى آخر، فمثلاً يسندون القول التالي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (أو ما معناه): عندما تنقلون مني حديثاً فتشاوروا فيما بينكم فإن كان موافقاً للحقيقة فصدقوه واتخذوه أساساً لدينكم، لا يهم إن كنت أنا قائل ذلك الكلام أم لا، المهم أن يكون الكلام موافقاً للحقيقة.

هذا الكلام ليس بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً، ذلك لأن الله تعالى وحده هو الذي يعلم الحقيقة وحده ويعينها والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي ينقل إلينا هذه الحقيقة فقط، والحقيقة لا تتبع المقاييس التي يضعها الأشخاص، ولا يمكن اتخاذ هذه المقاييس معياراً لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. على العكس تماماً فإن على الأشخاص أن يوازنوا تصرفاتهم حسب السنة النبوية، أي حسب أقواله وتصرفاته.

هناك حديث مختلق آخر وهو: «وُلدت في زمن الملك العادل»،[9] وهو كلام مختلق في مدح الملك الإيراني "أنوشيروان"، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى مدح مضاف إليه بسبب شخص آخر، لأنه هو الذي أعطى الزهو والفخر للزمان والمكان، ولا يعلي مرتبة مثل هذا الرسول الكريم أن ملكاً عادلاً كان يعيش في زمانه.

وهناك قول متداول بين الناس وسمعناه من المنابر كثيراً على أنه حديث نبوي وهو ليس كذلك مع أنه لا يخالف العقل والمنطق وهو: «النظافة من الإيمان.»[10] ومع كون معنى هذا القول صحيحاً إلا أنه ليس بحديث. قلنا إن معناه صحيح إذ ورد في حديث صحيح: «الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان.»[11]

وقول خادع آخر: «تختموا بالعقيق.»[12] مثل هذا الكلام لم يصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك حديث روته أمنا عائشة رضي الله عنها وهو: «تخيموا بالعقيق»، أي اضربوا خيامكم في العقيق. والعقيق اسم وادٍ بين المدينة المنورة ومكة المكرمة. ولما كانت الكتابة في العهود الأولى خالية من التنقيط فقد انقلبت كلمة "تخيموا" إلى "تختموا"، واختلطت عليهم كلمة "العقيق" فظنوها حجر العقيق، ثم أضافوا في نهايته كذباً آخر وهو «فإنه ينفي الفقر.»[13]

وحديث موضوع آخر وهو «النظرة إلى وجه جميل عبادة.» وهو قول مكذوب وضلالة وانحراف.كما أن: «اطلبوا العلم ولو بالصين»[14] ليس بحديث بل هو حديث موضوع. الغاية من وضعه -كما توهم واضعوه- إظهار اهتمام الإسلام بالعلم. ففي القرآن الكريم وفي السنة النبوية الكثير من الحض على العلم والتشويق له بحيث لا نحتاج إلى مثل هذه الأقوال الشبيهة بسجع الكهان، فالقرآن الكريم يقول مثلاً: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (فاطر: 28) ويقول: ﴿هَلْ يَستَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعلَمُونَ﴾ (الزمر: 9) وفي الحديث الصحيح: «إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم.»[15] فوجود عشرات من الآيات والأحاديث النبوية الصحيحة تغنينا عن أقوال موضوعة.

الهوامش

[1]   «كشف الخفاء» للعجلوني 2/132؛ «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص179؛ «النوافح العطرة» للصعيدي  ص264

[2]   «تهذيب التذهيب» لابن حجر 9/49 ؛ «فتح الباري» لابن حجر مقدمة  ص513

[3]   «اللآلئ المصنوعة» للسيوطي 1/2

[4]   «كنـز العمال» للهندي 10/138؛ «فيض القدير» للمناوي 1/542؛ «كشف الخفاء» للعجلوني 1/138؛ «الفردوس» للديلمي 1/78

[5]   «كنـز العمال» للهندي 16/128؛ «كشف الخفاء» للعجلوني 1/393

[6]   «كشف الخفاء» للعجلوني 1/33؛ «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص47

[7]   «كشف الخفاء» للعجلوني 1/36

[8]   «كشف الخفاء» للعجلوني 1/43؛ «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص50

[9]   «كشف الخفاء» للعجلوني 2/340؛ «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص259

[10] «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص91

[11] مسلم، الطهارة، 1؛ الترمذي، الدعوات، 86

[12] «كـنـز العمال» للهندي 6/663؛ «كشف الخفاء» للعجلوني 1/299-301؛ «كتاب الموضوعات» لابن الجوزي 3/57

[13] «كنـز العمال» للهندي 6/663-664؛ «كشف الخفاء» للعجلوني 1/299

[14] «كشف الخفاء» للعجلوني 1/138؛ «الفردوس» للديلمي 1/78؛ «الأسرار المرفوعة» لعلي القاري  ص252

[15] أبو داود، العلم، 1؛ الترمذي، العلم، 19؛ ابن ماجه، المقدمة، 17