القسم الأول : فصول حول العلاقة بين الفكر والفعل

فهرس المقال

الوحي وسعادة البشرية

عن ضرورة الوحي لسعادة البشرية؛ نقرأ للأستاذ العديدَ من المقالات، منها: "دنيا في رحم الولادة"، و"وارثو الأرض"، و"الأجيال المثالية"، و"رسالة الإحياء"... وغيرها كثير؛ وفي ذلك يقول في مقال "نحو سلطنة القلوب": "ينبغي أن لا نرتاب في أنَّ ذوينا وبخاصَّة الأجيال الفتية منَّا، سيكونون في القابل القريب أصحابَ القول الفصل في سنوات الألفية الثالثة، ما لم تعصف رياحٌ معاكسةٌ فلم تبدِّد المكاسب المتراكمة حتى الآن بطريقة أو بأخرى. إنَّ أجيال اليوم المؤمنةَ السائرةَ في الطريق، المشدودةَ بالتحفُّز الروحيِّ الكامل استعدادًا لمنازلة الغبن والقهر والظلم الذي أصابها منذ قرون، يزفون بتحفُّزهم هذا من الآن ببشائر مهمَّة عما سيتحقَّق من تجديدات أساسية في جميع طبقات المجتمع في مطالع الألفية الثالثة. وحينما يحلُّ الموسم سيؤتي الإيمانُ والعزم والثبات وعشقُ الحقيقة والفكرُ المنهجي بثماره -علمًا بأنَّ كلا منها في حدِّ ذاتها طاقة كامنة بالقوة- وسنعيش "انبعاثات عديدةً" تحتضن وحدات الحياة كلها"[83].

إنَّ "التوتُّر الروحيَّ"، أو ما أسماه فتح الله في هذا المقال "بالتحفُّز الروحيِّ"، هو سرُّ الحركية، وهو الشعلة التي لو لامست محرِّكا (قلبًا) به طاقةٌ وهواءٌ؛ فإنَّه لا شكَّ سيحترق شوقًا وعشقًا، وسيبلغ بالمركبة آمادًا بعيدة، ولسوف يبلِّغها مقاصد سعيدة، في الدنيا أولا، ثم في الآخرة ثانيا. أمَّا مَن فقد ذلكم التوتُّر والتحفُّز الروحيَّ؛ أو كان متوتِّرا ماديًّا ومصلحيًّا ليس إلاَّ، شأن أصحاب الحضارات المادية الإلحادية؛ فإنَّه سيتحرَّك، وسيبني، وسيُنجز؛[84] لكنَّ حركته وبناءه وإنجازه لن يعدو المظاهر القريبة، وهو ولا ريب آيلٌ إلى هلاك ودمار، إن لم يكن اليوم فغدًا. وهذا مؤدَّى قول السحرة لفرعون: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)(طَه:72) ".

  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.