القسم الأول : فصول حول العلاقة بين الفكر والفعل

فهرس المقال

فما هو المقصد المعرفيُّ المنهجيُّ، إذن؟

يجيب فتح الله: "المقصود هو التذكير إلى مصدرٍ للعلم لا يُلتفت إليه اليوم، مع أنه أصح المصادر في التعبير عن حقيقة الإنسان والوجود والخلق، وأكملُها وأشملها، مع تنزهه عن الخطأ فيما يقوله ويرشد إليه... ألا وهو مصدر "النبوة" التي احتفظت بنداوتها أبدًا، باستثناء التحريف الحاصل في بعض الكتب السابقة... إنَّ العلوم المعاصرة اليوم قد تكتشف -من منظور كليٍّ وبتقويم شمولي- أمورًا مهمَّة تتعلَّق بالنظام والانسجام والحركة في الوجود والحوادث، ونحن نستقبل ذلك بالتقدير والتوقير؛ لكنَّ جمعًا من المجهَّزين بجَهاز خاصٍّ، قد أعلنوا في أقدم العصور وبواكير الزمان -ولو بشكل إجمالي- هذه المعلوماتِ والتفسيرات التي توصَّل إليها العصرُ باستخدامِ أعظم التكنولوجيات. فإذا كان هناك قسم من الجهات العلمية لم يلتفتوا إليها أو لم يوقروها التوقير اللائق، فإننا نرفع عند ذاك أصواتنا -في حدود أدبنا- فوق أصواتهم، ونجهر بأعلى صوتنا بما نراه حقًّا"[93].

فنظرية كلَّ شيء، من وجهة نظر هذا البحث، ومن مدخل الأستاذ فتح الله، لا تعنى بـ"تفسير كلِّ شيء" كما في بعض الطرحات العلمية الغربية؛ غير أنها تعنى بالبحث عن المصدر، أو المصادر، التي تعبر عن الحقائق بصورة شمولية كلية، مصدر لا يشوبه تحريف ولا يعتريه تزييف، ولا يلحقه خطأ ولا يناله خطل، وما ذلك المصدر سوى "الوحي" أوان نقائه، وحين لا تعبث به أيدي الناس، وعندما لا تشوِّه محياه بحماقاتها ونفاقها وتصرفاتها الرعناء؛ وهذا مؤدَّى قول الأستاذ: "المقصود هو التذكير إلى مصدرٍ للعلم لا يُلتفت إليه اليوم، مع أنه أصح المصادر في التعبير عن حقيقة الإنسان والوجود والخلق، وأكملُها وأشملها، مع تنزهه عن الخطأ في ما يقوله ويرشد إليه... ألا وهو مصدر "النبوة" التي احتفظت بنداوتها أبدًا".

  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.