الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة

فهرس المقال

التاريخ وبناء الهوية

تقر القناعة لدى كولن بحتمية الاسترشاد بالتاريخ في مهمة بناء الهوية، لاسيما حين يكون المنطلق هشًّا، وتكون الصلة مع الماضي مقطوعةً؛ إذ عملية البناء تعني -بالضرورة- وصل الأواصر مع الماضي، وتحيين وقائعه ورموزه وشعاراته وروحيته؛ لأن بهذه المقومات يقع الاستئناس، ويتقوَّى الاستيثاق، وتتصلب العزيمة.

ومن الطبيعي أن تكون عملية الاسترشاد هذه قراءةً معمقة لثنايا الماضي، وتشخيصًا شاملاً لمواطن الضعف والقوة فيه، فما كان سلبيًّا تفاداه المهندسون، وما كان إيجابًا تبنوه، وأعادوا تثميره؛ لأن ذلك يكفل التأصيل في ما يُنجَز، وعدم هدر الإمكانات في الرهان على الهجنة والحسابات المغلوطة.

ولا يقوم بمهمة الاستثمار هذه إلا طرازية من الفاعلين، المتنورين "أطباء المعنويات القادرين على تشخيص بؤسنا الداخلي والخارجي ومداواته، ومرشدين صادقين مشدودين إلى الأخرويات من غير انقطاع.. وسيولد هذا التَّكوُّن الجديد من قيمنا التاريخية وحضارتنا وثقافتنا ورومانسيتنا"[10].

  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.