الواصلون

واجدون مجدُّون،
بكيانهم كلِّه سائرون،
إلى ربهم واصلون...
أما المتخلّفون، العاجزون،
وعن المجاهدة ناكصون،
كيف يصلون...؟!
بلا همَّة قعساء لا يصلون،

وبلا زاد من التقوى لا يفلحون،
وعن النـزول في رحاب ربهم مبعدون...

فما لم تكن به فانيًا،
كيف تجده..؟!
وما لم تَهبْه روحك،
كيف تلقه..؟!

فيا أحباب قلبي،
ويا إشقّاء روحي..!
هلمّوا جميعًا،
لنكن من الواصلين،

وعلى الله قادمين،
وإلى دار المقامة سالكين..!

وأنتِ أيتها الدنيا..!
يا غدّارة، يا قتَّالة...
بدخان الشهوات الأسود تتردّين،
وسَحْقَنَا تريدين،
وعن ربّنا تباعدين...
المكوث عندك غَبْنٌ كبير،
وخسارة عظيمة...
فما أجدر أن ندير ظهورنا إليكِ،
وسبيل ربنا نسلك...
فبالإيمان والهمَّة سيفتح لنا الطريق،
وسنسلك السبيل...
وفي رحابه سنحل الرحال،
وننصب الخيام،
ونقيم المساكن والمنازل...

المصدر: مجلة "سِزِنْتِي" التركية، مارس 1984؛ تعريب: أديب إبراهيم الدباغ.