هذا الكتاب فريد في نوعه، إذْ هو ليس كما قرأنا من كتب في الموضوع نفسه بل يمكن أن نطلق عليه عنواناً آخر، فنقول: إنه كتـاب في "فقه المعاناة والألم" من أجل الدعوة، بالإضافة إلى كونه قدحةً تضيء الجوّانيّة العميقة للإنسان وما تطفح به من نازع إيماني فطري عميق. والكتاب يكاد كله يكون عملية تحريكية لهذه الفطرة المدركة، وترجمة رؤاها، والتعبير عن أهدافها ومقاصدها، كما أنه ضدّ الفوضوية الروحية والفكرية التي تعاني منها الدعوات. وهو يهدف إلى إرساء قواعد أساسية منظمة في "العمل الدعوي" تحول بين الداعية والتفَلّت إلى مجالات أخرى غير ملتزمة وغير منضبطة، وبذلك تحتفظ الدعوات بقواها وتمنعها من الإنفلات والتبدّد في غير فائدة ولا طائل.