الفصل الثال تجربة الخدمة...لبنة على طريق نهضتنا المعاصرة

فهرس المقال

حراء الرمز

إن تأسيس أول وسيط ثقافي إعلامي باللغة العربية، في تركيا، في زمن العولمة، نقصد مجلة حراء، لَيحمل الكثير من الدلالات، أقلها أنه جاء يعيد الصلة الوجدانية والروحية مع أهم مقومات الأصالة أي لغة القرآن. فمجلة حراء هي مَعْلَمٌ رمزي بكل ما تشير إليه دلالة الرمزية.. واعتماد كولن لهذه الدورية التواصلية، يندرج في خطة الحرص على تفعيل علاقة التقارب والتواشج بين تركيا والأقطار العربية ليس فقط على صعيد المشاريع والمؤسسات ذات الطابع الخدمي والاقتصادي والثقافي، وإنما تقوية ذلك بالداعم المعنوي؛ حيث يلعب العامل الرمزي دور استقطاب وحفز معتبر.

إن استصدار حراء العربية اللسان في تركيا، جاء تتويجًا لمراحل مديدة من النضال والصبر خاضها أبناء الأمة الأصلاء هناك، وبذلوا أعمارهم لأجل كسب النصر في معركة استرداد الهوية الروحية والانتماء الحضاري. لقد أبى التغريبيون إلا أن يجهزوا على الحرف العربي في تركيا، فجاءت اليقظة التي آثرها كُولن لتعيد الأمر إلى نصابه، فكان في إصدار (حراء) إشارة معبرة وإعلانًا فصيحًا على أن الفجر قد أشرق من جديد.

هناك يحث على التجمع والترابط الأخوي المِلِّي تبديه الحركة رؤية كولن؛ لأنها تدرك أن العالم يتقوى باصطناع الانتماءات، فكيف لا تمارس الأمة -ذات الروحية الواحدة، والتاريخ المشترك- حقها في الوحدة كي تواجه مخاطر الابتلاع. إن العولمة هي البالوعة الاقتصادية والثقافية الخطيرة التي تتهدد الضعفاء والمتفرقين، وإن الأمم التي تنخرط في نظام العولمة بلا عُدّة ولا تحصُّن بالقوة، تعرّض ذاتها للانمحاء.

  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.