في ختام الملتقى الدولي حول فكر مالك بن نبي وفتح الله كولن، الباحثون يؤكدون على توافق الرؤى بين المفكرين
اختتم أمس الملتقى الدولي الـرابع عشر حول فكر مالك بن نبي وفتح الله كولن والذي كان قد بدأ أول أمس الثلاثاء (20 نوفمبر 2012) والذي نظمه وقف الدراسات الأكاديمية، ومجلة "حراء" التركية الصادرة باللغة العربية، بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية لجامعة الجزائر، وتمحور موضوعه حول "فلسفة البناء الحضاري عند مالك بن نبي ومحمد فتح الله كولن".
وكان هذا الملتقى فرصة للتعريف بالمفكريْن مالك بن نبي الجزائري ومحمد فتح الله كولن التركي، وإبراز إسهاماتهما في بناء المشروع الحضاري الإسلامي، حيث ساهم كل منهما في مناقشة أهم قضايا الفكر الإسلامي بطرح سديد ورؤية ثاقبة؛ مشخصيْن الداءَ ومقدميْن الدواء الشافي والمستأصل لأمراضها المستعصية.
وشارك في الملتقى الذي دام يومين مفكّرون وأساتذة ودكاترة من داخل الجزائر وخارجها، أبرزهم الدكتور سليمان عشراتي من الجزائر والذي دارت محاضرته حول "خطة النهضة الحضارية المعاصرة" وهي قراءة في المنظور الفكري لكل من مالك بن نبي وفتح الله كولن.. وركزت الدكتورة فريدة بالفراق من الجزائر، في محاضرتها على "المفهوم الحضاري عند مالك بن نبي".. من جانبه الدكتور فؤاد البنا من اليمن، تمحورت محاضرته حول "موازنات العروج الحضاري عند مالك بن نبي وفتح الله كولن". فيما كانت محاضرة الدكتور محمد باباعمي من الجزائر، حول محورية الأخلاق في البناء الحضاري عند مالك بن نبي وفتح الله كولن. فيما تحدث عبد الحميد مدكور من مصر عن "أثر العقيدة في بناء الحضارة لدى مالك بن نبي وفتح الله كولن".
وفي اليوم الثاني من الملتقى ركز فيه الباحث سليمان عشراتي في مداخلته التي ألقاها تحت عنوان "قراءة في المنظور الفكري لكل من بن نبي وكولن"، حيث لم يجد ما يفرق الرجلين أكثر مما جمعهما، وذلك في اشتراكهما في التصدي للأحداث من منطلق الشعور بوجوب الكفاح، من خلال أدوات التغيير الحضاري بدءا بالتربية والتعليم، الثقافة والفكر، وتجديد الخطاب الإسلامي والدفاع عن الثوابت، فكان لهما أن اختارا التنظير الفكري المؤسس على التحليل والتشخيص والنزوع إلى الملموس، بعيدا عن التجريد والعاطفة وليس ببعيد عن الهدي النبوي وإنجازات الخلفاء الراشدين.
ومن ناحية أخرى تناولت الباحثة فايزة أوصديق فكرة عدم اهتمام كل من المفكرين بالمرأة وكيف أن العلم الجزائري تشرب من التراث الممثل في الزوايا وجمعية العلماء المسلمين ونخبة من المفكرين حتى الفرنسيين، فيما تأثر كولن بالفكر الصوفي.
إن الملتقى الخاص بالمفكرين عالج الكثير من القضايا التي اشترك فيها العملاقان، خاصة فيما يتعلق بالحضارة والآخر من موقف المفكريْن من الحضارة الغربية، ثقافة الحوار مع الغير عند المفكريْن، نحو أسس جديدة للعلاقات الدولية والحوار بين الحضارات.
المصدر: فيصل ش، جريدة الرائد الجزائرية، 23 نوفمبر 2012.
- تم الإنشاء في