يا سلطان الوجود الذي جعل قلوبنا عارفة بصور جماله الخفي! كم ألف مرة حاولوا أن يعرّفوك من الأمس حتى اليوم، وكم كأسا من كؤوس كوثر حبك قدموا لعطشى حبك! ولكن أيمكن لصاحب هذا الصوت الخافت، ولصاحب نغمة هذه الربابة المكسورة في هذه اليد العاجزة أن يقول شيئاً بجانب النغمات السحرية لتلك الأرواح المشعة نوراً من سالكي الطريق الموصل إليك؟ ولكننا نلوذ بحمى لطفك ومسامحتك وبكرمك الذي أعطى للجميع حرية الكلام والحديث. لذا أقبلنا على بابك الواقف أمامه أمراء البيان والبلاغة ونحن نخفي من الحياء وجوهنا بنقاب ونقول: "هذه هي بضاعتنا المتواضعة من النغم..." نقول هذا ونطلب العفو والصفح. ومع هذا، فإن الكلام الحقيقي في هذا الموضوع يعود أيضاً إليهم. نحن نعترف بهذا مرة أخرى، فبجانب بيانهم الذي يشبه الشلال الهادر نحاول نحن أيضا الحديث عنك وعن قدرتك وحكمتك اللانهائية.